حكمة الاسبوع
سئل رسول الله(صلعم)
: مالعصبية ؟
قال:"أن تعين قومك على الظلم"

حدث ثقافي
توقيع كتاب عن الشيخ الشهيد راغب حرب بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثون لمؤلفه الدكتور نسيب حطيط . يوم الثلاثاء تاريخ 18 شباط 2020 الساعة الرابعة بعد الظهر .. قاعة المؤتمرات في مطعم فانتزي ورلد طريق المطار الجديد

البحث



عدد الزوّار الإجمالي


1587258 زائر

الارشيف


المعرض


التصويت

هل انت مع العقوبات الخليجية على لبنان؟

نعم

لا
14/8/2010

عدد القرّاءالاجمالي : 3468


تعرض لبنان في الخمسينات من القرن الماضي، لزلزال هدم بعض المنازل،وعلى أثره فرضت الدولة ضريبة إسمها(ضريبة التعمير)،على بعض المعاملات الرسمية يدفعها أي لبناني في أي منطقة تضامنا مع المتضررين ومع الدولة لإعادة بناء ما تهدم،بعنوان التضامن الوطني والإنساني،أمام كارثة طبيعية وبعدما تعرض لبنان لهزات أمنية وسياسية على المستوى الداخلي(الحرب الأهلية)استحدثت الدولة وزارة المهجرين وصندوق المهجرين لإعادة المهجرين إلى قراهم وإعادة بناء ما تهدم ،وذلك عبر الموازنة العامة للدولة،والتي يشترك في تكوينها عبر الضرائب كل اللبنانيين، وصار كل لبناني شريكا في إعادة المهجرين ومساعدتهم لتجاوز المحنة.

وأمام العدوان الإسرائيلي المستمر منذ احتلال فلسطين عام1948 يتعرض لبنان وخاصة الجنوب لزلازل امنية مستمرة فرضت تأسيس مجلس الجنوب بضغط من الإمام الصدر لتدعيم وبناء المجتمع المقاوم ضمن إمكانيات متواضعة لا تغطي كل الخسائر، وإن غطتها فبشكل جزئي ومتواضع،اما المقاومة المستمرة للدفاع عن لبنان والتي يتحمل عبئها المقاومون والجيش، فإنها تغطي وبشكل قليل ومتواضع حاجات الجيش وبعض تعويضات الأسرى والشهداء مع كل المماطلة حتى الإذلال،بينما المطلوب أن يشترك الشعب اللبناني عامة في إطار الوحدة الوطنية والإنتماءالوطني في تغطية فعاليات المقاومة وذلك عبر(ضريبة الدفاع أو التحصين)،التي يجب استحداثها كما فرضت القيمة المضافة،لان المقاومة أعطت للبنان والبنانيين قيمة مضافة على المستوى الإنساني والوطني والحضور الدولي والعربي، ونقلته من مستوى لبنان الضعيف إلى لبنان القوي ومن لبنان المستباح إلى لبنان العزيز والكريم.

ولأن المجتمع المقاوم يتعرض لهجمات متعددة بهدف إختراقه وإضعافه بمستوياته المختلفة وعلى محاور متعددة،وبشكل مركز ومستمر وفق خطط موضوعة مباشر و غير مباشرة لتحقيق أهداف مرحلية وأخرى إستراتيجية وعلى المدى الطويل، لأن الحرب سجال وطويلة،ولا بد من اعتماد استراتيجية تراكم التغيرات بانتظار الضربة القابضة،التي يخطط لها الأعداء وحلفائهم،والتي تتخذ شكل الحرب الناعمة والباردة أحيانا والقاسية والحارة أحيانا أخرى.

والمستغرب أن قوى المقاومة الحية ترمي بهذا العبء على المقاومين المجاهدين وقيادتهم السياسية بحيث تضطر المقاومة إلى أن تقاتل على الجبهتين الداخلية والخارجية ،لرد الحملات الإعلامية والثقافية والعقائدية والمذهبية،وتتحمل العبء الاجتماعي والسلوكي لمجتمع أرهقته الحروب الداخلية والاجتياحات الإسرائيلية والحرمان الممنهج والمستمر منذ استقلال لبنان،وهذا ما ينبئ بالخطر لأن الاستنفار الدائم والمتعدد الجبهات يرهق جبهة المقاومة سواء على المستوى الجيوسياسي أو على المستوى الذاتي، ويحاول العدو الإسرائيلي برعاية أميركية وغربية ومساعدة داخلية وعربية النفاذ إلى الثغرات الضعيفة وغير المحصنة لإختراق المقاومة عبر إسقاط وإضعاف بيئتها الحاضنة ومن نقاط الضعف التي يجب تداركها والعمل الجماعي لمواجهتها ،لضمان استمرار حالة الصمود والممانعة وتربية الأجيال القادمة وتحضيرها لمتابعة المسيرة الجهادية والنضالية ومنها:

- الحالة التعبوية و الثقافية: يمكن ملاحظة الضعف التعبوي والثقافي في صفوف طلاب الثانويات والجامعات على مستوى الفهم العقائدي والسياسي لقضية الصراع العربي – الإسرائيلي وجذوره التاريخية وخطره المستقبلي .

-إنحسار حالة المقاومة من المستوى الوطني العابر للمناطق والطوائف وانحساره ضمن مناطق جغرافية ومذهبية معنية، تساندها بعض النخب السياسية والأحزاب التي انحسر دورها العسكري والسياسي بعد إنتهاء الحرب الأهلية خصوصا.

- محاصرة النهج المقاوم على المستوى الشعبي خصوصا العربي وبحجة القمع الذي تمارسه الأنظمة القائمة(وإن كان صحيحا)فهذا لا يعفي الجماهير من تحمل مسؤولياتها فمن يفتقد القدرة على مواجهة واقعه الداخلي ويستسلم للمصادرة الشاملة لنظامه لا يستطيع في لحظة ما أن يدافع عن وطنه او نفسه عند وقوع الغزو الخارجي وهذا لا يعني أن تبادر الشعوب إلى إسقاط الأنظمة وتفجير ساحاتها الداخلية لتغفل عن العدو المركز المتمثل بالاحتلال الإسرائيلي بل يمكن العمل وفق نظرية أطلقها المرحوم سماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين(ضرورات الانظمة وخيارات الشعوب).

إن السلوك الاجتماعي لمجتمع المقاومة وبعض مظاهره حيث نرى مثلا أنه استحدث في الضاحية الجنوبية أكثر من مئتي مقهى ومطعم بعد حرب تموز2006 بينما لم يولد سوى عدة مراكز ثقافية وإعلامية واجتماعية لا تتجاوز اصابع اليد( ولا يعني أننا ضد الفرح والتسلية) لكن أن تشتعل في كل يوم ألاف الأراكيل ولا يتحرك قلم واحد للكتابة أو عين للقراءة أو يد للعمل الاجتماعي فهذا مؤشر خطر، إن تراكم فإنه سيربي أجيالا تمتهن القعود،وتعادي الحركة الهادفة للتغيير.

-تقاعس بعض رجال الدين وبنسبة كبيرة عن دورهم الثقافي والاجتماعي واعتكافهم إما في بيوتهم بحجة عدم القدرة على النشاط بسبب الاحتكار الحزبي(وهذه مغالطة كبيرة)وإما داخل الحراك الحزبي دون تجاوزه للعامة،أو ضمن حلقات خاصة تحاصر نفسها ودورها،بالإضافة إلى أن صناعة رجل الدين قد تعرضت للخلل البنيوي والسلوكي حتى صار البعض يتندر بأن من يريد الزواج باكرا والعيش دون عمل والجلوس في الصفوف الأمامية بعد رسوبه المدرسي، فعليه أن يتجه لقطاع رجال الدين... خاصة وأن الرقابة على تخريج رجال الدين معدومة وكذلك تأسيس الحوزات العلمية بشكل فردي وعشوائي.

-غياب التوجيه والإرشاد في مجالس العزاء الحسيني،التي تمثل ركيزة عقائدية ومعنوية على المستوى الشعبي على مدار السنة حيث يتصدى لهذه المجالس أشخاص معظمهم من الذين يمتلكون الصوت الشجي للنعي والأشعار ويفتقرون إلى الثقافة الدينية الصحيحة وكذلك السياسية بل وفي بعض الأحيان ينشرون ثقافة سطحية ومشوشة عبر بعض الروايات والأساطير التي لا تقنع العقل ولا تتوافق مع الايمان والفكر الديني السليم، مما يفقد هذه اللقاءات دورها العقائدي الهادف والمطلوب.

-عدم التكامل بين المقاوم والمثقف والتاجر والصناعي والفلاح وبقية الشرائح الاجتماعية ومن هنا لا نرى انعكاسا لثقافة المقاومة وانجازاتها على مستوى السينما أو الرواية أو الأناشيد أو اللوحة أو بناء المصانع ودعم الفلاحين والمزارعين، ونخاف أن تمر هذه الحقبة التاريخية المجيدة و الناصعة بالشهادة والعزة والكرامة، دون تأريخ ويمكن أن تتعرض للتشويه أو التحريف فيما بعد كما يحصل الأن والبنادق لا زالت (ملقمة)حيث ترفع اليافطات تأييدا للعملاء(الشرفاء)وتوجه التهم المزورة للشهداء ألأحياء والأموات.

إننا نوجه النداء لكل الوطنيين لتأسيس جبهة مقاومة ثقافية ومدنية ،تفسح المجال أمام الراغبين في الانخراط في معركة الدفاع الوطني ،كل وفق إمكانياته واختصاصه وموقعه ، لإحداث التوازن مع العدو الإسرائيلي وعتاده العسكري ،فالمسؤولية مشتركة وجماعية ،والتقصير يتحمله الجميع مقاومة ومحايدين ، ولا زالت الفرصة متاحة للتعويض والعطاء ،وليست للعتاب أو المحاسبة .

وإننا ندعو لخطوات عملية من اتحاد الكتاب ،ونقابات الفنانين والشعراء والرسامين والمثلين وكذلك رجال الأعمال للبدء بإنتاج وتمويل الأعمال التي تؤرخ وتحكي المقاومة ،بعيدا عن الربحية المادية ، وليس على أساس التطوع المطلق الّذي لا يتحمله البعض ، وكما أن الوزارات المختصة تدعم المهرجانات الفنية والسياحية الصيفية ،بمئات ملايين الليرات ، فلابد من المطالبة بتأمين الدعم للنشاطات المتعلقة بالمقاومة.

مع تأكيدنا على ضرورة المبادرة،بعيدا عن الاستعراض والإعلام،فإننا ندعو إلى تضافر الجهود بعيدا عن الأنانية الحزبية أو الشخصية ،ولا بد من التعبئة الثقافية المقاومة والتفتيش عن المشترك بين الأحزاب والشخصيات والكفاءات الوطنية ،وتأجيل الجدال حول(المتناقضات)حتى لا نتفرق عن حقنا مقابل تجمع الأعداء على باطلهم.

المقاوم على الثغور بحاجة إلى ظهير ثقافي وإعلامي وقانوني،ولنستفيد من تجربة أعدائنا على الأقل، فعندما انهزموا عسكريا في تموز 2006،وسياسيا عبر فشل السيطرة الأميركية على لبنان ، اتجهوا إلى شهود الزور والقرار الظني لمحاكمة غير عادلة،لينصبوا مشنقة الإعدام للمقاومة،المستفردة والمحاصرة ، ودعونا لاننتظر نداءات المقاومة المستغيثة ،والتي لن تطلقها المقاومة حكما ، ولنبادر الى بناء المجتمع المقاوم وهذا مادعا اليه الإمام المغيب السيد موسى الصدر ، لأن الوقائع الإسرائيلية والأميركية تفرض معادلة وجوب الإحتفاظ بالقوة وتنميتها حتى لاتضيع الحقوق والأوطان على أعتاب الهيئات الدولية المصادرة أميركيا.


مقالات ذات علاقة


لازلنا عتّالين لايحزن لموتنا أحد نسيب حطيط #وُلدنا في بلد لم يعترف بنا...#محرومون مبعدون ... كنا...


الإستهزاء بأوجاع الناس نسيب حطيط مايلفت الانتباه والاستغراب #غياب_القيادات_والأحزاب..عن معاناة...


مراجعة نقدية لنعترف بخسائرنا نسيب حطيط ليس عيبا او نقيصة ان #تنهزم في حرب او معركة رغما عنك...

الاكثر قراءة


الشيخ البهائي وإنجازاته الهندسية د.نسيب حطيط ندوة في مؤتمر الشيخ البهائي الدولي في بيروت الذي أقامته جمعية الإمام...




Home / Op-Edge / Americans ‘have made up a new Islam’ Nadezhda Kevorkova is a war correspondent who has covered...




لبنـان الشعــب يـريــد(بنــاء)النظــام د.نسيب حطيط خلافا للثورات والانتفاضات العربية التي تتوحد حول شعار اسقاط...




محاضرة عاشوراء واثرهــــــــا على الفـــن التشكيـــــــلي ...




اعتبر فوز «8 آذار» محسوما في الانتخابات البرلمانية اللبنانية حطيط: الثغرة الأخطر استرخاء ماكينة المعارضة...


 

ص.ب: لبنان - بيروت - 5920/14        ت: 714088 3 961+   -   885256 3 961+        بريد الكتروني: dr.nahoteit@alnnasib.com

جمبع الحقوق محفوظة لمركز النّســــيب للدّراسات.        التّعليق على مسؤوليّة كاتبه.      dmachine.net logo Powered by